![]() | |
يعد الإرشاد النفسي من الخدمات الأساسية التي يحتاجها الفرد والجماعة من اجل المساعدة على مواجهة متطلبات التكيف النفسي والاجتماعي والثقافي والتي تفرضها الظروف والتغيرات الهائلة التي تحيط بالفرد.
إن الإرشاد النفسي هو علم تطبيقي له جذوره وامتداداته العلمية وممارساته العملية فهو فن يقوم على أساس علمي يحتاج إلى مهارة وخبرة وتدريب وهو مهنة تستمد جذورها من تلاقي معارف وعلوم كثيرة
.
ويحتاج المرشد في أداء عمله إلى نظرية تساعده وتوجهه من اللحظة التي تبدأ فيها العملية الإرشادية انتهاءً بمرحلة الإنهاء ، لان العمل وفق نظرية معينة يمكن المرشد من اتخاذ العديد من القرارات فيما يتعلق بالعملية الإرشادية ككل، كما أن النظرية تزودنا بطرق وأحكام علمية لفهم السلوك الإنساني وتمكنه من السير بشكل ممنهج بعيد عن التخبط والمحاولة والخطأ في الحكم على السلوك الإنساني، والعوامل المسببة للسلوك حيث يترتب على هذا الفهم القدرة على التحكم بالسلوك والتنبؤ به
.
ولكن الجدلية تكمن في وجود نظريات إرشادية متعددة تتفاوت في نظرتها وتناولها للإنسان من حيث العوامل التي تتحكم في السلوك الإنساني وأهمية مرحلة الطفولة وبناء الشخصية بالإضافة إلى الاختلاف في نظرتها إلى السواء واللاسواء ودور كل من المرشد والمنتفع أو المسترشد
.
وهنا يبرز التساؤل هل توجد نظرية واحدة قادرة على تقديم تفسير محدد للسواء أو واللاسواء في السلوك الإنساني ؟ أو أي من هذه النظريات هي الأكثر صوابا؟ في ضوء هذه التساؤلات نستطيع القول أن كل نظريات الإرشاد النفسي بنيت على افتراضات ومسلمات بعضها غير صحيحة وبعضها صحيحة ولكنها غير دقيقـة وغير كاملة. فلا نجد أي من هذه النظريات تستطيع وضع تفسير واضح وشامل لكل مجالات السلوك الإنساني
.
وانطلاقا من هذه الجدلية نرى أن المرشد يجب أن يكون دارسا، وفاهما ، ومتفحصا لكافة النظريات الإرشادية المنبثقة عن الاتجاهات والمدارس الرئيسية في علم النفس كالتحليلية والسلوكية والمعرفية والإنسانية والوجودية والواقعية وغيرها من النظريات التي تقدم للمرشد مجموعة الأفكار والمهارات التي تمكنه من تطوير رؤية خاصة فيه تساعده على ممارسة العملية الإرشادية بطريقة مخططة وواضحة لكل من المرشد والمسترشد من حيث التشخيص والمهارات والخطوات التي سيتم إتباعها لضمان نجاح العملية الإرشادية
.
هناك عدة محاور يجب أن تتضمنها الفلسفة الإرشادية التي يتبناها المرشد كي يتمكن من ممارسة الإرشاد بطريقة تساعده على تحقيق النتائج المرجوة وقد تكون هذه المحاور منبثقة عن النظريات الإرشادية الأساسية سواء بالاتفاق أو الاختلاف معها ، وهذه المحاور هي
:
-
المفاهيم والأفكار الإرشادية الرئيسية التي يتبناها المرشد.
-
النظرة للطبيعة الإنسانية والطفولة والشخصية
-
النظرة إلى السواء واللاسواء والعوامل المؤدية لكل منهما
-
العملية الإرشادية من حيث أهدافها والمهارات والفنيات الإرشادية التي يمكن استخدامها لتحقيق هذه الأهداف .
ويستطيع المرشد من خلال دراسته لنظريات الإرشاد تكوين مجموعة من الأفكار والمبادئ الأساسية كي يتبناها ويعتمدها في عملية الإرشاد ، وتنعكس هذه المبادئ على كافة مراحل العملية الإرشادية وتكون بمثابة الخريطة التي توجهه كي يصل إلى الهدف المنشود . وقد تختلف هذه الأفكار والمبادئ تبعا لمجموعة من العوامل ، منها
:
1.
الخلفية التعليمية والتدريبية للمرشد.
2.
فلسفة الحياة أو النظرة إلى الطبيعة الإنسانية التي استطاع المرشد من خبراته.
3.
التجربة الإرشادية وما ينتج عنها من خبرات تؤثر على المرشد.
4.
النضج العقلي والصحة النفسية للمرشد.
وهنا يمكننا القول انه يجب أن تقوم العملية الإرشادية على التالي
:
-
إن وضع خطة علاجية لدراسة المسترشد يجب أن تتضمن الابتعاد عن استخدام طريقة واحدة لجميع أهداف العملية الإرشادية لذلك على المرشد أن يسال نفسه : ما هو أسلوب المعالجة الذي سيكون فعال في التعامل مع هذا المسترشد ومع ذاك.
-
أن العلاقة الإرشادية الفعالة تستطيع أن تحدث التغيرات الانفعالية والمعرفية والسلوكية وباختصار تساعد المسترشد الانتقال نحو الأحسن بحيث يتم استخدام الأساليب المختلفة باختلاف مشكلات المسترشدين.
-
أهمية المقابلة الأولى وذلك بمراعاة المرشد لجوانب عدة تجعل المقابلة الأولى تؤسس لعلاقة إرشادية ناجحة . ومن هذه الجوانب اهتمام المرشد بمظهره العام، تقبل المرشد للمسترشد كما هو ، توفير المكان المناسب للمقابلة ، توفير الأجواء التي توفر الأمن للمسترشد، استقبال المسترشد بدفء واهتمام ، الإصغاء والاستماع الجيد لما يطرحه إشراك المسترشد في العملية الإرشادية وإعطائه الحق في تقرير مصيره ، مساعدة المسترشد في إيجاد الحلول التي تولد له الأمل في الحياة والتخلص من المشكلات والسلوكيات التي تجعل حياته مليئة بالصعاب .
-
احترام المسترشد وتقبله مهما كان لونه أو دينه أو نوع المشكلة التي يعاني منها، حيث ان هذا التقبل يوفر للمسترشد الطمأنينة والشعور بالأمن مما يوفر الجو الملائم لمساعدته حيث تزيد من ثقته بالمرشد وهذا ما يساعد لبناء علاقة إرشادية سليمة .
-
أهمية إقرار المنتفع بحاجته للإرشاد . يجب أن يقر المسترشد بان ما يرغب في التغلب عليه انه غير سوي ويجب علية التخلص منه لجعله يحيى حياه سعيدة خالية من المشكلات.
-
أهمية المحافظة على سرية المعلومات المتعلقة بالمسترشد أو جوانب وأطراف المشكلة التي يواجهها إلا في حالات الضرورة القصوى والتي يكون فيها المسترشد ممكن أن يشكل خطر على حياته أو حياة المجتمع أو المحيطين فيه بحيث يتم إخبار فقط المقربين الذين يهمهم مصلحته او من لهم علية سلطة حسب طبيعة الخطر.
-
إن معظم أفراد المجتمع قد يحتاجوا إلى مساعدة إرشادية في مرحلة معينة من مراحل حياتهم خاصة في ظل الظروف التي نعيشها والتي تعكس فيها
-
إن فهم الفرد لذاته وسعيه لتحقيق هذه الذات بما يتلاءم وقدراته هو محور أساسي من محاور الإرشاد النفسي .
-
إن الإرشاد يهدف إلى تدريب الفرد ومساعدته على تحليل وفهم البيئة المحيطة فيه من كافة جوانبها ( الأسرية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ، الثقافية ) ..
- إن عملية الإرشاد النفسي قد يحتاجها الفرد في كافة مراحل الحياة وبمجالات متعددة من حياة الإنسان سواء كان إنسان سوي أو غير سوي .
-
إن كل فرد لديه جوانب قوة وجوانب ضعف وان على المرشد ان يرى ويستفيد من جوانب القوة للتغلب على جوانب الضعف التي يمر فيها الفرد .
-
إن كل فرد يسعى لأن يكون في الوضع المثالي في كافة جوانب حياته ولكن قد تكون هناك بعض العوائق التي تمنع ذلك ، وهنا يكون دور المرشد مساعدة الفرد على التغلب على هذه العوائق التي تحول بينه وبين هذه المثالية.
-
انه أثناء العملية الإرشادية لا يمكن تطبيق نظرية واحدة بشكل حرفي ، لما في ذلك من صعوبة تؤدي إلى تقييد المرشد وقد لا تلبي حاجات المسترشد بشكل كامل لذلك يمكن الانتقاء من بين كل نظرية ما يناسب طبيعة كل مسترشد .
-
انه يمكن الاستفادة من كافة نظريات الإرشاد النفسي باختيار الأمثل والأنسب لخصوصية العملية الإرشادية التي يقوم بها المرشد وهذا يعتمد على طبيعة المشكلة ، عمر المسترشد،ظروف المسترشد .
-
يتم تحديد نقطة البدء بالعملية الإرشادية بحيث يتعرف المرشد على مشكلة المسترشد من خلال جمع المعلومات الهامة عن المشكلة لتوظيفها في عملية الإرشاد.
المشاركان :
وليد جعفر حمدان ---- نوال صالح القاضي
متخصصان في الإرشاد النفسي
|
الجمعة، 26 أبريل 2013
Loading...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات :
إرسال تعليق